تزايد الضغوط على وزير الخارجية السويسري للإعتذار عن مهاجمته الـ “أونروا
دعا الأمين العام لـ “مجلس جنيف للعلاقات الدولية والتنمية” أنور الغربي، اليوم الاثنين، وزير الخارجية السويسري إيجنازيو كاسيس، إلى الاعتذار عن تصريحاته المهاجمة لدور الـ “أنروا” في الشرق الأوسط.
وأطلق وزير الخارجية السويسري إيجنازيو كاسيس تصريحات صحفية، وصفت بـ “الصادمة”، حيث قال فيها، إن منظمة الـ “أونروا” “تغذي أمالاً غير واقعية بالعودة إلى فلسطين”، معتبراً أنها جزء من المشكلة وليس فقط الحل، وأنها تغذي استمرار الصراع في المنطقة، ومطالباً في ذات الوقت بتوجيه الدعم إلى المؤسسات الخدمية الأردنية بدلاً عن نظيراتها التابعة للأونروا لتسهيل دمج وتوطين اللاجئين.
ووجه الغربي، رسالة الى أعضاء البرلمان الفدرالي السويسري، دعاهم فيها للضغط على وزير خارجية بلادهم لوقف تصريحاته، ضد الـ “أونروا” والتي شببهها بـ “إطلاق النار على سيارة الاسعاف”.
وقال: “إننا نواجه اليوم انقلابًا خطيرًا أحدثته تصريحات المكلف بملف الشؤون الخارجية في سويسرا البلد الراعي لاتفاقيات جينيف، حيث اعتبر وزير الخارجية إيجنازيو كاسيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط”.
وأكد الغربي أن “تصريحات كاسيس عن تفهمه لموقف الولايات المتحدة التي أعلنت أنها ستنهي مشاركتها ودعمها للأونوروا، غير مفهومة وغير مسؤولة وتشوه سمعة سويسرا، البلد الذي يرعى اتفاقيات جنيف والذي يحتضن مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما أن الوكالة التي يهاجمها الوزير يترأسها سويسري”.
وشدد الغربي على أن “سويسرا هي دولة قانون ومؤسساتها ليست مرتهنة بأحلام أو رغبات أي شخص أو مجموعة ضغط مهما كانت قوتها”.
وقال: “جنيف هي موطن لمقر الأمم المتحدة والعشرات من المنظمات الدولية، وهذه البيانات قد تضر بشكل خطير بصورة البلد والمؤسسات الناشطة فيه وتنزع الشرعية عن دور سويسرا التاريخي وتسوّق لصورة إسرائيل التي لا تحترم القانون الدولي”.
وتساءل الغربي: “هل ينبغي أن نذكّر كاسيس بأن الأمم المتحدة تعترف بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين؟ وهل ينبغي أن نذكّر السيد كاسيس وأولئك الذين يدافعون عن هذه الأفكار الغريبة بأنه لا سلام في منطقة الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية؟”.
وأكد أن “تحقيق السلام في الشرق الأوسط ينطوي بالضرورة على تطبيق القانون الدولي المتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم، وانسحاب قوات الاحتلال من جميع الأراضي المحتلة، بما فيها القدس، وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة”.
ووفق الغربي فإنه “يقع على عاتق المجلس الاتحادي ووزارة الشؤون الخارجية المسارعة بالتذكير بالسياسة السويسرية التي تحترم المواثيق والمعاهدات وتلتزم بالقانون الدولي وتحترم قرارات الأمم المتحدة”.
ودعا الغربي الوزير إيجنازيو كاسيس إلى أن يعتذر للسويسريين والمؤسسات التي تضررت من جراء تصريحاته.
يشار إلى أن الوكالة الأممية تعمل في مناطق تواجد اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية، وغزة، والأردن، وسورية ، ولبنان.
وتعاني “أونروا”، التي تأسست عام 1949، من أزمة مالية خانقة جراء تجميد الولايات المتحدة الأمريكية في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، مبلغ 65 مليون دولار من مساعدتها (125 مليون دولار).
وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمسة نحو 5.9 ملايين لاجئ، بحسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.
يذكر أن “مجلس جنيف للعلاقات الدولية والتنمية”، هو مؤسسة غير حكومية تعمل في مجال العلاقات الدولية والتنمية.
ويتركز نشاطها بالأساس في سويسرا والبلدان الأوروبية الكبرى والمؤثرة مثل المانيا، فرنسا وسويسرا وكذلك لدى المفوضية الأوروبية والمنظمات الدولية والعالمية